السماع عند الإمام الشاطبي

     الحمدلله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين وإماماً للمتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:      فقد وعد الله هذه الأمة بالبقاء والخلود، وهيأ لها أسباب ذلك، ومن أعظم هذه الأسباب أن جعل لها لغةً خالدة أص...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Author: الباحث/ جميل قاسم أحمد مسعد (Author)
Format: Book
Published: Taez University, 2022-01-01T00:00:00Z.
Subjects:
Online Access:Connect to this object online.
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:     الحمدلله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين وإماماً للمتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:      فقد وعد الله هذه الأمة بالبقاء والخلود، وهيأ لها أسباب ذلك، ومن أعظم هذه الأسباب أن جعل لها لغةً خالدة أصيلةً أقسم بحفظها ودوامها {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9)، وجعل لهذه اللغة أصولاً وجذوراً باقية وخالدة مهما تغيرت الأيام وتبدلت الأعوام، فهي ثابتة ثبوت الجبال الراسية كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ومن أهم عوامل ثباتها وبقائها ربطها بمصدرها الرئيس ومنبعها الصافي، والمراد كل ما نُقل عن الرعيل الأول من (قرآن وسنة وأقوال وحكم وشعر ونثر) وهو ما يسميه علماء الأصول بـ(السماع). لذا نجد أن النحاة في مختلف العصور والأزمان تمسكوا به وجعلوه أصل الأصول، وبنوا عليه القواعد والأحكام، وردوا كل ما لم يكن له أصل في السماع، ومن هؤلاء الجهابذة والأعلام إمام الأندلس أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي الذي كان إماماً في اللغة والأصول، ومع أن ظهوره كان متأخراً في القرن الثامن الهجري ونشأته في بلاد بعيدة الآف الأميال عن الجزيرة العربية (فهو بعيدٌ عن مصدر اللغة زماناً ومكاناً) ومع ذلك لم يتخل عن الأخذ بالسماع، بل كانت له منهجية واضحة في ذلك تميز بها عن غيره
Item Description:10.55074/hesj.v8i20.391
2617-5908
2709-0302